صفحة رقم ٤٥٧
ويحتمل ثالثاً : أن يريد لا طيب ولا نافع.
) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرفِينَ ( فيه وجهان
: أحدهما : منعمين، قاله ابن عباس.
الثاني : مشركين، قاله السدي.
ويحتمل وصفهم بالترف وجهين :
أحدهما : التهاؤهم عن الإعتبار وشغلهم عن الإزدجار.
الثاني : لأن عذاب المترف أشد ألماً.
) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه الشرك بالله، قاله الحسن، والضحاك، وابن زيد.
الثاني : الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه، قاله قتادة، ومجاهد.
الثالث : هو اليمين الموس، قاله الشعبي.
ويحتمل رابعاً : أن يكون الحنث العظيم نقض العهد المحصن بالكفر.
) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ( فيه أربعة أقاويل
: أحدها : أنها الأرض الرملة التي لا تروى بالماء، وهي هيام الأرض، قاله ابن عباس.
الثاني : أنها الإبل التي يواصلها الهيام وهو داء يحدث عطشاً فلا تزال الإبل تشرب الماء حتى تموت، قاله عكرمة، والسدي، ومنه قول قيس بن الملوح :
يقال به داء الهيام أصابه
وقد علمت نفسي مكان شفائياً
الثالث : أن الهيم الإبل الضوال لأنها تهيم في الأرض لا تجد ماءً فإذا وجدته فلا شيء أعظم منها شرباً.
الرابع : أن شرب الهيم هو أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس ثلاث مرات، قاله خالد بن معدان، فوصف شربهم الحميم بأنه كشرب الهيم لأنه أكثر شرباً فكان أزيد عذاباً.
) هَذَا نُزْلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ( أي طعامهم وشرابهم يوم الجزاء، يعني في جهنم.
( الواقعة :( ٥٧ - ٦٢ ) نحن خلقناكم فلولا.....
" نحن خلقناكم فلولا تصدقون أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن