صفحة رقم ٤٧
الخامس : أنه المنتفع به مأخوذ من الماعون، قاله الفراء.
) بيضاء لذَّةٍ للشاربين ( يعني أن خمر الجنة بيضاء اللون، وهي في قراءة ابن مسعود صفراء.
ويحتمل أن تكون بيضاء الكأس صفراء اللون فيكون اختلاف لونهما في منظرهما قال الشاعر :
فكأن بهجتها وبهجة كأسها
نار ونور قيّدا بوعاء.
قوله عز وجل :) لا فيها غَوْلٌ ( فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أي ليس فيها صداع، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
الثاني : ليس فيها وجع البطن، قاله مجاهد.
الثالث : ليس فيها أذى، قاله الفراء وعكرمة وهذه الثلاثة متقاربة لاشتقاق الغول من الغائلة.
الرابع : ليس فيها إثم، قاله الكلبي.
الخامس : أنها لا تغتال عقولهم، قاله السدي وأبو عبيدة، ومنه قول الشاعر :
وهذا من الغيلة أن
يصرع واحد واحدا
) ولا هم عنها ينزفون ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : لا تنزف العقل ولا تذهب الحلم بالسكر، قاله عطاء، ومنه قول الشاعر :
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتُم
لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
الثاني : لا يبولون، قاله ابن عباس، وحكى الضحاك عنه أنه قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.
الثالث : أي لا تفنى مأخوذ من نزف الركية، قاله أبو عمرو بن العلاء، ومنه قول الشاعر :