صفحة رقم ٤٧٣
وروى سعيد بن جبير أن اليهود أتت النبي ( ﷺ ) عند نزول هذه الآية، فقالوا يا محمد، أفقير ربك يسأل عباده القرض ؟ فأنزل الله ) لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ ( الآية.
) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ( وفي نورهم ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه ضياء يعطيهم الله إياه ثواباً وتكرمة، وهذا معنى قول قتادة.
الثاني : أنه هداهم الذي قضاه لهم، قاله الضحاك.
الثالث : أنه نور أعمالهم وطاعتهم.
قال ابن مسعود : ونورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم مَن نوره مثل النخلة، وأدناهم نوراً مَن نوره على إبهام رجله يوقد تارة ويطفأ أخرى.
وقال الضحاك : ليس أحد يعطى يوم القيامة نوراً، فإذا انتهوا إلى الصراط أطفىء نور المنافقين، فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن ينطفىء نورهم كما طفىء نور المنافقين، فقالوا :) رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا (.
وفي قوله :) بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ( وجهان :
أحدهما : ليستضيئوا به على الصراط، قاله الحسن.
والثاني : ليكون لهم دليلاً إلى الجنة، قاله مقاتل.
وفي قوله :) بِأَيْمَانَهِم ( في الصدقات والزكوات وسبل الخير.
الرابع : بإيمانهم في الدنيا وتصديقهم بالجزاء، قاله مقاتل.
قوله تعالى ) بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ ( فيه وجهان :


الصفحة التالية
Icon