صفحة رقم ٤٧٧
) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ( وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها نزلت في قوم موسى عليه السلام قبل أن يبعث النبي ( ﷺ )، قاله ابن حيان.
الثاني : في المنافقين آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم، قاله الكلبي.
الثالث : أنها في المؤمنين من أمتنا، قاله ابن عباس وابن مسعود، والقاسم بن محمد.
ثم اختلف فيها على ثلاثة أقاويل :
أحدها : ما رواه أبو حازم عن عون بن عبد الله عن ابن مسعود قال : ما كان بين أن أسلمنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين، فجعل ينظر بعضنا إلى بعض ويقول ما أحدثنا. قال الحسن : يستبطئهم وهم أحب خلقه إليه.
الثاني : ما رواه قتادة عن ابن عباس أن الله استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاثة عشرة سنة، فقال تعالى :) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ( الآية.
الثالث : ما رواه المسعودي عن القاسم قال : مل أصحاب رسول الله ( ﷺ ) مرة فقالوا يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله تعالى :) نَحنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسنَ الْقَصَصِ ( ثم ملوا مرة فقالوا : حدثنا يا رسول الله، فأنزل الله ) أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (.
قال شداد بن أوس : كان يروى لنا عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الخُشُوعُ ).


الصفحة التالية
Icon