صفحة رقم ٥٢٥
النساء خيفة من رسول الله ( ﷺ ) لما صنعته بحمزة وأكلها كبده، فقالت حين سمعته في أخذ البيعة عليهن يقول :) لا يسرقن ( والله إني لا أصيب من أبي سفيان إلا قوتنا ما أدري أيحل لي أم لا، فقال أبو سفيان : ما أصبت مما مضى أو قد بقي فهو لك حلال، فضحك رسول الله ( ﷺ ) وعرفها فقال :( أنت هند ) ؟ فقالت عفا اللَّه عما سلف.
ثم قال :) ولا يزنين ( فقالت هند يا رسول الله أو تزني الحرة ؟
ثم قال :) ولا يقتلن أولادهن ( لأن العرب كانت تئد البنات، فقالت هند : أنت قتلتهم يوم بدر، وأنت وهم أبصر.
وروى مقاتل أنها قالت : ربيناهم صغاراً وقتلتوهم كباراً فأنتم وهم أعلم، فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى.
) ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ( فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أنه السحر، قاله ابن بحر.
الثاني : المشي بالنميمة والسعي في الفساد.
والثالث : وهو قول الجمهور ألا يلحقن بأزواجهن غير أولادهن لأن الزوجة كانت تلتقط ولداً وتلحقه بزوجها ولداً، ومعنى ) يفترينه بين أيديهن ( ما أخذته لقيطاً، ) وأرجلهن ( ما ولدته من زنى، وروي أن هنداً لما سمعت ذلك قالت : والله إن البهتان لأمر قبيح، وما تأمر إلا بالأرشد ومكارم الأخلاق.
ثم قال :) ولا يعصينك في معروف ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن المعروف ها هنا الطاعة لله ولرسوله، قاله ميمون بن مهران.
الثاني : ما رواه شهر بن حوشب عن أم سلمة عن النبي ( ﷺ ) ولا يعصينك في معروف قال : هو النوح.
الثالث : أن من المعروف ألا تخمش وجهها ولا تنشر شعرها ولا تشق جيباً ولا تدعو ويلاً، قاله أسيد بن أبي أسيد.


الصفحة التالية
Icon