صفحة رقم ١٠١
) ثم إنّي دَعْوتُهم جِهاراً ( أي مجاهرة يرى بعضهم بعضاً.
) ثم إني أعْلَنْتُ لهم ( يعني الدعاء، قال مجاهد : معناه صِحْتُ.
) وأسَرَرْتُ لهم إسْراراً ( الدعاء عن بعضهم من بعض، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه دعاهم في وقت سراً، وفي وقت جهراً.
الثاني : دعا بعضهم سراً وبعضهم جهراً، وكل هذا من نوح مبالغة في الدعاء وتلطفاً في الاستدعاء.
) فقلتُ استغْفِروا ربّكم إنّه كان غَفّاراً ( وهذا فيه ترغيب في التوبة، وقد روى حذيفة عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( الاستغفار ممحاة للذنوب ). وقال : الفضيل : يقول العبد استغفر اللَّه، قال : وتفسيرها أقلني.
) يُرْسِلِ السماءَ عليكم مِدْراراً ( يعني غيثاً متتابعاً، وقيل إنهم كانوا قد أجدبوا أربعين سنة، حتى أذهب الجدب أموالهم وانقطع الولد عن نسائهم، فقال ترغيباً في الإيمان.
) ويُمْدِدْكم بأموالٍ وبنينَ ويَجْعَل لكم جَنّاتٍ ويَجْعَل لكم أنهاراً ( قال قتادة :
علم نبي اللَّه نوح أنهم أهل حرص على الدنيا، فقال هلموا إلى طاعة اللَّه فإن من طاعته درك الدنيا والآخرة.
) ما لكم لا ترجون للَّه وقاراً ( فيه خمسة تأويلات :
أحدها : ما لكم لا تعرفون للَّه عظمة، قاله مجاهد، وعكرمة.
الثاني : لا تخشون للَّه عقاباً وترجون منه ثواباً، قاله ابن عباس في رواية ابن جبير.
الثالث : لا تعرفون للَّه حقه ولا تشكرون له نعمه، قاله الحسن.
الرابع : لا تؤدون للَّه طاعة، قاله ابن زيد. الخامس : أن الوقار الثبات، ومنه قوله تعالى :) وقرن في بيوتكن ( " [ الأحزاب : ٣٣ ] أي اثبتن، ومعناه لا تثبتون وحدانية اللَّه وأنه إلهكم الذي لا إله لكم سواه، قال


الصفحة التالية
Icon