صفحة رقم ١١٤
لا يخاف نقصاً في حسناته، ولا زيادة في سيئاته، لأن البخس النقصان، والرهق : العدوان، وهذا قول حكاه الله عن الجن لقوة إيمانهم وصحة إسلامهم، وقد روى عمار بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب قال : بينما عمر بن الخطاب جالساً ذات يوم إذ مرّ به رجل، فقيل له : أتعرف المارّ يا أمير المؤمنين ؟ قال : ومن هو ؟ قالوا : سواد بن قارب رجل من أهل اليمن له شرف، وكان له رئيّ من الجن، فأرسل إليه عمر فقال له : أنت سواد بن قارب ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين، قال : وأنت الذي أتاك رئيّ من الجن يظهر لك ؟ قال : نعم بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئي من الجن فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالي واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ يقول :
عجبْتُ للجنّ وتطلابها
وشدِّها العِيسَ بأذْنابها.
تهوي إلى مكة تبغي الهُدَى
ما صادقُ الجن ككذّابها.
فارْحَلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ
فليس قد أتاها كاذباً بها.


الصفحة التالية
Icon