صفحة رقم ١٢٦
قوله ( قم الليلَ إلاّ قليلاً ) لأن قيام جميعه على الدوام غير ممكن فاستثنى منه القليل لراحة الجسد، والقليل من الشيء ما دون النصف.
حكي عن وهب بن منبه أنه قال : القليل ما دون المعشار والسدس.
وقال الكلبي ومقاتل : القليل الثلث.
وَحدُّ الليل ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر الثاني.
ثم قال تعالى :) نِصْفَهُ أو انقُصْ مِنْهُ قليلاً ( فكان ذلك تخفيفاً إذا لم يكن زمان القيام محدوداً، فقام الناس حتى ورمت أقدامهم، فروت عائشة أن النبي ( ﷺ ) قام في الليل فقال : أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن اللَّه لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، وخير الأعمال ما ديم عليه.
ثم نسخ ذلك بقوله تعالى :( عَلِم أنْ لن تُحْصوه فتابَ عليكم فاقْرَؤوا ما تيسّر من القرآن ). ) أوزِدْ عليه ورَتِّل القرآنَ تَرْتيلاً ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : بيّن القرآن تبياناً، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم.
الثاني : فسّرْه تفسيراً، قاله ابن جبير.
الثالث : أن تقرأه على نظمه وتواليه، لا تغير لفظاً ولا تقدم مؤخراً مأخوذ من ترتيل الأسنان إذا استوى نبتها وحسن انتظامها، قاله ابن بحر.
) إنّا سنُلْقي عليكَ قوْلاً ثَقيلاً ( وهو القرآن، وفي كونه ثقيلاً أربعة تأويلات :
أحدها : أنه إذا أوحي إليه كان ثقيلاً عليه لا يقدر على الحركة حتى ينجلي عنه، وهذا قول عائشة وعروة بن الزبير.
الثاني : العمل به ثقيل في فروضه وأحكامه وحلاله وحرامه، قاله الحسن وقتادة.
الثالث : أنه في المزان يوم القيامة ثقيل، قاله ابن زبير.


الصفحة التالية
Icon