صفحة رقم ١٤٣
) إنْ هذا إلا قَوْلَ البَشِرِ ( أي ليس من كلام الله تعالى، قال السدي : يعنون أنه من قول أبي اليسر عَبْدٌ لبني الحضرمي كان يجالس النبي ( ﷺ )، فنسبوه إلى أنه تعلم منه ذلك.
) سأصْليه سَقَرَ ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه اسم من أسماء جهنم مأخوذ من قولهم : سقرته الشمس إذا آلمت دماغه، فسميت جهنم بذلك لشدة إيلامها.
) وما أدراك ما سَقَر لا تُبقي ولا تذر ( فيه وجهان :
أحدهما : لا تبقي من فيها حياً، ولا تذره ميتاً، قاله مجاهد.
الثاني : لا تبقي أحداً من أهلها أن تتناوله، ولا تذره من العذاب، حكاه ابن عيسى.
ويحتمل وجهاً ثالثاً : لا تبقيه صحيحاً، ولا تذره مستريحاً.
) لوّاحَةً للبَشَرِ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : مغيرة لألوانهم، قال أبو رزين تلفح وجوههم لفحة تدعهم أشد سواداً من الليل.
الثاني : تحرق البشر حتى تلوح العظم، قاله عطية.
الثالث : أن بشرة أجسادهم تلوح على النار، قاله مجاهد.
الرابع : أن اللواح شدة العطش، والمعنى أنها معطشة للبشر، أي لأهلها، قاله الأخفش، وأنشد :
سَقَتْني على لوْحٍ من الماءِ شَرْبةً
سقاها به الله الرهامَ الغواديا.
يعني باللوح شدة العطش :
ويحتمل خامساً : أنها تلوح للبشر بهولها حتى تكون أشد على من سبق إليها، وأسرّ لمن سلم منها.
وفي البشر وجهان :
أحدهما : أنهم الإنس من أهل النار، قالهالأخفش والأكثرون.
الثاني : أنه جمع بشرة، وهي جلدة الإنسان الظاهرة، قاله مجاهد وقتادة.


الصفحة التالية
Icon