صفحة رقم ١٧
أُبيّ : ائت النبي ( ﷺ ) حتى يستغفر لك، فلوى رأسه، وهذا معنى قوله :) لوَّوْا رؤوسَهم ( إشارة إليه وإلى أصحابه، أي حركوها، وأعرضوا يمنة ويسرة إلى غير جهة المخاطب ينظرون شزراً.
ويحتمل قولاً ثانيا : أن معنى قوله ) يستغفر لكم رسول الله ( يستتيبكم من النفاق لأن التوبة استغفار.
وفيما فعله عبد الله بن أبيّ حين لوى رأسه وجهان :
أحدهما : أنه فعل ذلك استهزاء وامتناعاً من فعل ما دعي إليه من إتيان الرسول للاستغار له، قاله قتادة.
الثاني : أنه لوى رأسه بمعنى ماذا قلت، قاله مجاهد.
) وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ( فيه وجهان :
أحدهما : يمتنعون، قال الشاعر :
صدَدْتِ الكاسَ عنا أُمَّ عمرو
وكان الكأسُ مجراها اليمينا
الثاني : يعرضون، قال الأعشى :
صَدَّقَ هُرَيْرةُ عنّا ما تُكَلِّمنا
جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حبل من تصل
وفيما يصدون عنه وجهان :
أحدهما : عما دُعوا إليه من استغفار الرسول ( ﷺ ).
الثاني : عن الإخلاص للإيمان.
) وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ( فيه وجهان :
أحدهما : متكبرون.
الثاني : ممتنعون.
) هم الذين يقولون لا تُنفِقوا على مَنْ عِندَ رسولِ الله ( الآية يعني عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، وسببه أن النبي ( ﷺ ) بعد انكفائه من غزاة بني المصطلق في شعبان سنة ست نزل على ماء المريسيع، فتنازع عليه جهجاه، وكان مسلماً وهو رجل من غفار،


الصفحة التالية
Icon