صفحة رقم ٢٠٧
الثاني : ما يخرج منه أي شيء كان ؟ ثم كيف صار بعد حفظ الحياة وموت الجسد.
قال الحسن : إن ملكاً يثني رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه.
ويحتمل إغراؤه بالنظر إلى وجهين :
أحدهما : ليعلم أنه محل الأقذار فلا يطغى.
الثاني : ليستدل على استحالة الأجسام فلا ينسى.
) أنّا صَبَبْنا الماءَ صبّاً ( يعني المطر.
) ثم شَقَقْنا الأرضَ شقّاً ( يعني بالنبات.
) فَأَنْبَتْنَا فيها حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً ( والقضب : القت والعلق سمي بذلك لقضبه بعد ظهوره.
) وزَيْتوناً ونخْلاً وحدائقَ غُلْباً ( فيه قولان : أحدهما : نخلاً كراماً، قاله الحسن.
الثاني : الشجر الطوال الغلاظ، قال الكلبي : الْغلب الغِلاط، قال الفرزدق :
عَوَى فأَثارَ أغْلَبَ ضَيْغَميّاً
فَوَيْلَ ابنِ المراغةِ ما استثار
وفي ( الحدائق ) ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها ما التف واجتمع، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه نبت الشجر كله.
الثالث : أنه ما أحيط عليه من النخل والشجر، وما لم يحط عليه فليس بحديقة حكاه أبو صالح.
ويحتمل قولاً رابعاً : أن الحدائق ما تكامل شجرها واختلف ثمرها حتى عم خيرها.


الصفحة التالية
Icon