صفحة رقم ٢٣
) ذلك يومُ التغابُنِ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه من أسماء يوم القيامة، ومنه قول الشاعر :
وما أَرْتجي بالعيش من دارِ فُرْقةٍ
ألا إنما الراحاتُ يوم التغابنِ
الثاني : لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار، قال الشاعر :
لعمرك ما شيءٌ يفوتُك نيلُه
بغبْنٍ ولكنْ في العقول التغابنُ
الثالث : لأنه يوم غَبَنَ فيه المظلومُ الظالمَ، لأن المظلوم كان في الدنيا مغبوناً فصار في الآخرة غابناً.
ويحتمل رابعاً : لأنه اليوم الذي أخفاه اللّهُ عن خَلْقه، والغبن الإخفاء ومنه الغبن في البيع لاستخفائه، ولذلك قيل مَغابِن الجسد لما خفي منه.
( التغابن :( ١١ - ١٣ ) ما أصاب من.....
" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " ( ) ما أصابَ مِنْ مُّصيبةٍ ( من نفس أو مالٍ أو قول أو فعل يقتضي همّاً أو يوجب عقاباً عاجلاً أو آجلاً.
) إلا بإذْنِ اللَّهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : إلا بأمر اللَّه.
الثاني : إلا بحكم اللَّه تسليماً لأمره وانقياداً لحكمه.
) ومَن يُؤْمِن باللَّه يَهْدِ قلبَهُ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معناه يهدي قلبه اللَّه تعالى.
الثاني : أنه يعلم أنه من عند اللَّه ويرضى ويسلّم، قاله بشر.
الثالث : أن يسترجع فيقول : إنّا للَّه وإنا إليه راجعون.
الرابع : هو إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر وإذا ظُلم غفر، قاله الكلبي.