صفحة رقم ٢٣٢
يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " ( ) وإذا انقَلَبوا إلى أهْلِهم انقَلَبوا فَكِهينَ ( قرأ عاصم في رواية حفص فكهين بغير ألف وقرأ غيره بألف، وفي القراءتين أربعة تأويلات :
أحدها : فرحين، قاله السدي.
الثاني : معجبين، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
وقد فكهت من الدنيا فقاتلوا
يوم الخميس بِلا سلاح ظاهر
الثالث : لاهين.
الرابع : ناعمين، حكى هذين التأويلين عليّ بن عيس.
وروى عوف عن الحسن قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( قال ربكم عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمني في الدنيا أخفته يوم القيامة ). ) هل ثوِّب الكفارُ ما كانوا يَفْعَلونَ ( هذا سؤال المؤمنين في الجنة عن الكفار حين فارقوهم، وفيه تأويلان :
أحدهما : معناه هل أثيب الكفار ما كانوا يعلمون في الكفر، قاله قتادة.
الثاني : هل جوزي الكفار على ما كانوا يفعلون، قاله مجاهد.
فيكون ( ثُوِّب ) مأخوذاً من إعطاء الثواب.
ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن يكون معناه هل رجع الكفار في الآخرة عن تكذيبهم في الدنيا على وجه التوبيخ، ويكون مأخوذاً من المثابِ الذي هو الرجوع، لا من الثواب الذي هو الجزاء، كما قال تعالى :) وإذا جعَلْنا البيتَ مثابةً للناس ( أي مرجعاً.
ويحتمل تأويلاً رابعاً : هل رجع من عذاب الكفار على ما كانوا يفعلون، لأنهم قد علموا أنهم عذبوا، وجاز أن يظنوا في كرم الله أنهم قد رحموا.


الصفحة التالية
Icon