صفحة رقم ٢٣٦
الذي يحاسب حساباً يسيراً، فقال :( يعرف عمله ثم يتجاوز عنه، ولكن من نوقش الحساب فذلك هو الهالك. ) الثالث : أنه العرض، روى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت رسول الله ( ﷺ ) عن قوله :) فسوف يحاسب حساباً يسيراً ( فقال :( ذلك العرض يا عائشة، من نوقش في الحساب يهلك ). ) وَيَنقَلِبُ إلى أهْلِه مَسْروراً ( قال قتادة : إلى أهله الذين قد أعدهم الله له في الجنة.
ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يريد أهله الذين كانوا له في الدنيا ليخبرهم بخلاصه وسلامته.
) إنَّه ظَنَّ أن لن يَحُورَ ( أي لن يرجع حياً مبعوثاً فيحاسب ثم يثاب أو يعاقب، يقال : حار يحور، إذا رجع، ومنه الحديث :( أعوذ بالله من الحْور بعد الكْور، ) يعني من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة، وروي :( بعد الكوْن )، ومعناه انتشار الأمر بعد تمامه.
وسئل معمر عن الحور بعد الكْون فقال : الرجل يكون صالحاً ثم يتحول امرء سوء.
وقال ابن الأعرابي : الكُنْنّي : هو الذي يقول : كنت شاباً وكنت شجاعاً، والكاني : هو الذي يقول : كان لي مال وكنت أهب وكان لي خيل وكنت أركب، وأصل الحور الرجوع، قال لبيد :
وما المرءُ إلا كالشهاب وضوئه
يَحُورُ رماداً بَعْد إذ هو ساطعُ.
وقال عكرمة وداود بن أبي هند : يحور كلمة بالحبشية، ومعناها يرجع وقيل


الصفحة التالية
Icon