صفحة رقم ٢٥
الخامس : أن من حملك منهم على طلب الدنيا والاستكثار منها كان عدواً لك، قاله سهل.
وفي قوله ) فاحذروهم ( وجهان :
أحدهما : فاحذروهم على دينكم ؛ قاله ابن زيد.
الثاني : على أنفسكم، وهو محتمل.
) وإن تعْفُوا وتَصْفَحُوا وتَغْفِرُوا ( الآية. يريد بالعفو عن الظالم، وبالصفح عن الجاهل، وبالغفران للمسيء.
) فإنّ اللَّه غفورٌ ( للذنب ) رحيم ( بالعباد، وذلك أن من أسلم بمكة ومنعه أهله من الهجرة فهاجر ولم يمتنع قال :
لئن رجعت لأفعلنّ بأهلي ولأفعلنّ، ومنهم من قال : لا ينالون مني خيراً أبداً، فلما كان عام الفتح أُمِروا بالعفو والصفح عن أهاليهم، ونزلت هذه الآية فيهم. ) إنما أموالكم وأولادكم فتنة ( فيه وجهان :
أحدهما : بلاء، قاله قتادة.
الثاني : محنة، ومنه قول الشاعر :
لقد فتن الناس في دينهم
وخلّىّ ابنُ عفان شرّاً طويلاً
وفي سبب افتتانه بهما وجهان :
أحدهما : لأنه يلهو بهما عن آخرته ويتوفر لأجلهما على دنياه.
الثاني : لأنه يشح لأجل أولاده فيمنع حق اللَّه من ماله، لذلك قال النبي ( ﷺ ) :( الولد مبخلة محزنة مجبنة ).


الصفحة التالية
Icon