صفحة رقم ٢٨٤
ويحتمل رابعاً : الرهبة والرغبة لأنهما داعيا الفجور والتقوى.
وروى جوبير عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان إذا قرأ هذه الآية ( فألهمها فجورها وتقواها ) رفع صوته : اللهم آتِ نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكّاها.
) قد أفْلَحَ مَن زكّاها ( على هذا وقع القسم، قال ابن عباس : فيها أحد عشر قسماً.
وفيه وجهان : أحدهما : قد افلح من زكى الله نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
الثاني : قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
وفي زكاها وجهان :
أحدهما : طهّرها، وهو قول مجاهد.
الثاني : أصلحها، وهو قول سعيد بن جبير.
) وقد خابَ من دَسّاها ( فيه وجهان :
أحدهما : على ما قضى وقد خاب من دسّى الله نفسه.
الثاني : من دسّى نفسه.
وفي ( دسّاها ) سبعة تأويلات :
أحدها : أغواها وأضلها، قاله مجاهد وسعيد بن جبير، لأنه دسّى نفسه في المعاصي، ومنه قول الشاعر :
وأنت الذي دَسْيت عَمْراً فأصْبَحَتْ
حلائلهم فيهم أراملَ ضُيّعاً
الثاني : إثمنها وفجورها، قاله قتادة.
الثالث : خسرها، قاله عكرمة.