صفحة رقم ٢٩٣
المهْديات لمن هوين نسيئةً
والمحْسِنات لمن قَلَيْنَ مقيلاً
) ولَلآخرةُ خير لك مِنَ الأُولى ( روى ابن عباس قال : عرض على رسول الله ( ﷺ ) ما هو مفتوح على أمته من بعده، فسُرّ بذلك، فأنزل الله تعالى :( وللآخرة خير لك من الأُولى ) الآية.
وفي قوله ) وللآخرة خير لك من الأولى ( وجهان :
أحدهما : وللآخرة خير لك مما أعجبك في الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أن مآلك في مرجعك إلى الله تعالى أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا، قاله ابن شجرة.
) ولسوف يُعْطيك ربُّك فَتَرْضَى ( يحتمل وجهين :
أحدهما : يعطيك من النصر في الدنيا، وما يرضيك من إظهار الدين.
الثاني : يعطيك المنزلة في الآخرة، وما يرضيك من الكرامة. ) ألمْ يَجِدْك يتيماً فآوَى ( واليتيم بموت الأب، وقد كان رسول الله ( ﷺ ) فقد أبويه وهو صغير، فكفله جده عبد المطلب، ثم مات فكفله عمه أبو طالب، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه أراد يتم الأبوة بموت من فقده من أبويه، فعلى هذا في قوله تعالى ( فآوى ) وجهان :
أحدهما : أي جعل لك مأوى لتربيتك، وقيمّاً يحنو عليك ويكفلك وهو أبو طالب بعد موت عبد الله وعبد المطلب، قاله مقاتل.
الثاني : أي جعل لك مأوى نفسك، وأغناك عن كفالة أبي طالب، قاله الكلبي.
والوجه الثاني : أنه أراد باليتيم الذي لا مثيل له ولا نظير، من قولهم درة يتيمة، إذا لم يكن لها مثيل، فعلى هذا في قوله ( فآوى ) وجهان :
أحدهما : فآواك إلى نفسه واختصك برسالته.