صفحة رقم ٢٩٨
أحدهما : إن مع اجتهاد الدنيا خير الآخرة.
الثاني : إن مع الشدة رخاء، ومع الصبر سعة، ومع الشقاوة سعادة، ومع الحزونة سهولة.
ويحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن مع العسر يسراً عند الله ليفعل منهما ما شاء.
الثاني : إن مع العسر في الدنيا يسراً في الآخرة.
الثالث : إن مع العسر لمن بُلي يسراً لمن صبر واحتسب بما يوفق له من القناعة أو بما يعطى من السعة. قال ابن مسعود : والذي نفسي بيده لو كان العسر في حَجَرٍ لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ( ولن يغلب عسْرٌ يُسْرَين ).
وإنما كان العسر في الموضعين واحداً، واليسر اثنين، لدخول الألف واللام على العسر وحذفها من اليسر.
وفي تكرار ( مع العسر يسرا ) وجهان : أحدهما : ما ذكرنا من إفراد العسر وتثنية اليسر، ليكون أقوى للأمل وأبعث على الصبر، قاله ثعلب.
الثاني : للإطناب والمبالغة، كما قالوا في تكرار الجواب فيقال بلى بلى، لا لا، قاله الفراء وقال الشاعر :
هممتُ بِنْفسيَ بَعْضَ الهُموم
فأَوْلَى لنفْسِيَ أولى لها.
) فإذا فَرَغتَ فانَصَبْ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : فإذا فرغت من الفرائض فانصب من قيام الليل، قاله ابن مسعود.
الثاني : فإذا فرغت من صلاتك فانصب في دعائك، قاله الضحاك.