صفحة رقم ٣٢٨
) يومَ يكونُ النّاسُ كالفَراشِ المبْثُوثِ ( وفي الفراش قولان :
أحدهما : أنه الهمج الطائر من بعوض وغيره، ومنه الجراد، قاله الفراء، الثاني : أنه طير يتساقط في النار ليس ببعوض ولا ذباب، قاله أبو عبيدة وقتادة.
وفي ) المبثوث ( ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المبسوط، قاله الحسن.
الثاني : المتفرق، قاله أبو عبيدة.
الثالث : أنه الذي يحول بعضه في بعض، قاله الكلبي.
وإنما شبه الناس الكفار يوم القيامة بالفراش المبثوث لأنهم يتهافتون في النار كتهافت الفراش.
) وتكونُ الجبالُ كالعِهْنِ المنْفُوشِ ( والعِهن : الصوف ذو الألوان في قول أبي عبيدة، وقرأ ابن مسعود :( كالصوف ).
وقال ) كالْعِهْنِ المَنْفُوشِ ( لخفته، وضعفه، فشبه به الجبال لخفتها، وذهابها بعد شدَّتها وثباتها.
ويحتمل أن يريد جبال النار تكون كالعهن لحمرتها وشدة لهبها، لأن جبال الأرض تسير ثم تنسف حتى يدك بها الأرض دكّا.
) فأمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُه ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه ميزان ذو كفتين توزن به الحسنات والسيئات، قاله الحسن، قال أبو بكر رضي الله عنه : وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً.
الثاني : الميزان هو الحساب، قاله مجاهد، ولذلك قيل : اللسان وزن الإنسان، وقال الشاعر :
قد كنت قبل لقائكم ذا مِرّةٍ
عندي لكل مُخاصِمٍ مِيزانُه
أي كلام أعارضه به.