صفحة رقم ٣٣٧
أحدهما : لأنها تحطم ما أُلقي فيها، أي تكسره وتهده، ومنه قول الراجز :
إنا حَطْمنا بالقضيب مُصْعَبا
يومَ كَسَرنا أَنْفَه ليَغْضَبا
) التي تَطّلِعُ على الأَفئدةِ ( روى خالد بن أبي عمران عن النبي ( ﷺ ) أن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، ثم إذا صدروا تعود، فذلك قوله ) نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة ( ويحتمل اطلاعها على الأفئدة وجهين :
أحدهما : لتحس بألم العذاب مع بقاء الحياة ببقائها.
الثاني : استدل بما في قلوبهم من آثار المعاصي وعقاب على قدر استحقاقهم لألم العذاب، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الإمارات الدالة عليه.
) إنَّها عليهم مْؤْصَدَةٌ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : مطبقة، قاله الحسن والضحاك.
الثاني : مغلقة بلغة قريش، يقولون آصد الباب إذا أغلقه، قاله مجاهد ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات : إن في القَصْر لو دَخَلنْا غَزالاً
مُصْفقاً مُوصَداً عليه الحجابُ
الثالث : مسدودة الجوانب لا ينفتح منها جانب، قاله سعيد بن المسيب، وقال مقاتل بن سليمان : لا يدخلها روْح ولا يخرج منها غم.
) في عَمَدٍ مُمَدَّدةٍ ( فيه خمسة أوجه :
أحدها : أنها موصدة بعمد ممددة، قاله ابن مسعود، وهي في قراءته ( بعَمَدٍ ممدّدة ).
الثاني : أنهم معذبون فيها بعُمد محددة، قاله قتادة.
الثالث : أن العُمد الممدة الأغلال في أعناقهم، قاله ابن عباس.
الرابع : أنها قيود في أرجلهم، قاله أبو صالح.
الخامس : معناه في دهر ممدود، قاله أبو فاطمة.