صفحة رقم ٣٤٢
ما شاء من صفراء وبيضاء، ثم خرج أهل مكة بعده فنهبوا، فقال عبد المطلب :
أنتَ مَنعْتَ الحُبْشَ والأَفْيالا
وقد رَعَوا بمكةَ الأَجيالا
وقد خَشِينا منهم القتالا
وكَلَّ أمرٍ لهمن مِعضالا
٨٩ ( وشكراً وحْمداً لك ذا الجلالا. ) ٨٩
ويحتمل تضليل كيدهم وجهين :
أحدهما : أن كيدهم أضلهم حتى هلكوا.
الثاني : أن هلاكهم أضل كيدهم حتى بطل.
) وأرْسَلَ عليهم طَيْراً أَبابِيلَ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها من طير السماء، قاله سعيد بن جبير : لم ير قبلها ولا بعدها مثلها ويروي جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( إنها طير بين السماء والأرض تعشعش وتفرخ ). القول الثاني : أنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال، قاله عكرمة.
الثالث : أنها من طير الأرض، أرسلها الله تعالى من ناحية البحر، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره، قاله الكلبي، وكانت سوداً، خضر المناقير طوال الأعناق، وقيل : بل كانت أشباه الوطاويط، وقالت عائشة : كن أشباه الخطاطيف.
واختلف في ( أبابيل ) على خمسة أقاويل :
أحدها : أنها الكثيرة، قاله الحسن وطاوس.
الثاني : المتتابعة التي يتبع بعضها بعضاً، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثالث : أنها المتفرقة من ها هنا وها هنا، قاله ابن مسعود والأخفش، ومنه قول الشاعر :


الصفحة التالية
Icon