صفحة رقم ٣٥٨
) ولا أنتم عابدون ما أَعْبُدُ ( يعني الله تعالى وحده، الآيات.
فإن قيل : ما فائدة هذا التكرار ؟
قيل : فيه وجهان : أحدهما : أن قوله في الأول ( لا أعبد ) و ( لا تعبدون ) يعني في الحال، وقوله الثاني : يعني في المستقبل، قاله الأخفش.
الثاني : أن الأول في قوله ( لا أعبد ) و ( لا أنتم ) الآية يعني في المستقبل، والثاني : إخبار عنه وعنهم في الماضي، فلم يكن ذلك تكراراً لاختلاف المقصود فيهما.
فإن قيل : فلم قال ( ما أَعْبُدُ ) ولم يقل ( من أَعبُدُ ) ؟
قيل : لأنه مقابل لقوله :) ولا أنا عابد ما عَبَدْتُم ( وهي أصنام وأوثان، ولا يصلح فيها إلا ( ما ) دون ( من ) فحمل الثاني على الأول ليتقابل الكلام ولا يتنافى.
) لكم دِينكم ولي دينِ ( فيه وجهان :
أحدهما : لكم دينكم الذي تعتقدونه من الكفر، ولي ديني الذي أعتقده من الإسلام، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : لكم جزاء عملكم، ولي جزاء عملي.
وهذا تهديد منه لهم، ومعناه وكفى بجزاء عملي ثواباً، قاله ابن عيسى.
قال ابن عباس : ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس من هذه السورة، لأنها توحيد وبراءة من الشرك.


الصفحة التالية
Icon