صفحة رقم ٣٦٨
الثاني : أنه حبل من ليف النخل، قاله الشعبي، ومن قول الشاعر :
أعوذ بالله مِن لَيْل يُقرّبني
إلى مُضاجعةٍ كالدَّلْكِ بالمسَدِ.
الثالث : أنها قلادة من ودع، على وجه التعيير لها، قاله قتادة.
الرابع : أنه حبل ذو ألوان من أحمر وأصفر تتزين به في جيدها، قاله الحسن، ذكرت به على وجه التعيير أيضاً.
الخامس : أنها قلادة من جوهر فاخر، قالت لأنفقنها في عداوة محمد، ويكون ذلك عذاباً في جيدها يوم القيامة.
السادس : أنه إشارة إلى الخذلان، يعني أنها مربوطة عن الإيمان بما سبق لها من الشقاء كالمربوطة في جيدها بحبل من مسد.
السابع : أنه لما حملت أوزار كفرها صارت كالحاملة لحطب نارها التي تصلى بها.
روى الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر أنه لما نزلت ( تبت يدا ) في أبي لهب وامرأته أم جميل أقبلت ولها ولولة وفي يدها قهر وهي تقول :
مُذَمَّماً عَصَيْنَا
وأَمْرَهُ أَبَيْنا
٨٩ ( ودِينَه قَلَيْنا. ) ٨٩
ورسول الله ( ﷺ ) في المسجد، ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله قد أقبلت وإني أخاف أن تراك، فقال : إنها لن تراني، وقرأ قرآناً اعتصم به، كما قال تعالى :) وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ( فأقبلت على أبي بكر، ولم تر رسول الله، فقالت : يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، فقال : لا ورب هذا البيت، ما هجاك، فولت فعثرت في مرطها، فقالت : تعس مذمم، وانصرفت.


الصفحة التالية
Icon