صفحة رقم ٣٧١
يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر، فصار الأحد أبلغ من الواحد. وفي تسميتها بسورة الإخلاص ثلاثة أوجه :
أحدها : لأن في قراءتها خلاصاً من عذاب الله.
الثاني : لأن فيها إخلاص لله من كل عيب ومن كل شريك وولد، قاله عبد الله ابن المبارك.
الثالث : لأنها خالصة لله ليس فيها أمر ولا نهي.
) اللَّهُ الصّمَدُ ( فيه عشرة تأويلات : أحدها : أن الصمد المصمت الذي لا جوف له، قاله الحسن وعكرمه والضحاك وابن جبير، قال الشاعر :
شِهابُ حُروب لا تَزالُ جيادُه
عوابسَ يعْلُكْنَ الشكيمَ المُصَمّدا
الثاني : هو الذي لا يأكل ولا يشرب، قاله الشعبي.
الثالث : أنه الباقي الذي لا يفنى، قاله قتادة، وقال الحسن : إنه الدائم الذي لم يزل ولا يزال.
الرابع : هو الذي لم يلد ولم يولد، قاله محمد بن كعب.
الخامس : أنه الذي يصمد الناس إليه في حوائجهم، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
ألا بكّر الناعي بخَيريْ بني أسدْ
بعمرِو بن مَسعودٍ وبالسيّد الصَّمَد.
السادس : أنه السيد الذي قد انتهى سؤدده، قاله أبو وائل وسفيان وقال الشاعر :
عَلوْتُه بحُسامٍ ثم قلت له
خُذْها حُذَيْفَ فأنت السيّد الصَّمَدُ.
السابع : أنه الكامل الذي لا عيب فيه، قاله مقاتل، ومنه قول الزبرقان :
ساروا جَميعاً بنصْفِ الليلِ واعْتَمدوا
ألاّ رهينةَ إلا السيّدُ الصَمَدُ.


الصفحة التالية
Icon