صفحة رقم ٤٠
الثاني : قد قدر اللّه لكم الكفارة في الحنث في أيمانكم.
) وإذْ أسَرًّ النبيُّ إلى بَعْضِ أزْاجِهِ حَديثاً ( فيه قولان :
أحدهما : أنه أسَرَّ إلى حفصة تحريم ما حرمه على نفسه، فلما ذكرته لعائشة وأطلع اللَّه نبيه على ذلك عرّفها بعض ما ذكرت، وأعرض عن بعضه، قاله السدي.
الثاني : أسرّ إليها تحريم مارية، وقال لها : اكتميه عن عائشة وكان يومها منه، وأُسِرّك أن أبا بكر الخليفة من بعدي، وعمر الخليفة من بعده، فذكرتها لعائشة، فلما أطلع اللَّه نبيه ) عرّف بعضه وأعرض عن بعض ( فكان الذي عرف ما ذكره من التحريم، وكان الذي أعرض عنه ما ذكره من الخلافة لئلا ينتشر، قاله الضحاك. وقرأ الحسن :( عَرَف بعضه ) بالتخفف، وقال الفراء : وتأويل قوله : عرف بعضه بالتخفيف أي غضب منه وجازى عليه، ) إن تَتوبا إلى اللَّهِ فَقدْ صَغَتْ قلوبُكما ( يعني بالتوبة اللتين تظاهرتا وتعاونتا من نساء النبي ( ﷺ ) على سائرهن وهما عائشة وحفصة. وفي ( صغت ) ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني زاغت، قاله الضحاك.
الثاني : مالت، قاله قتادة، قال الشاعر :
تُصْغِي القلوبُ إلى أَغَرَّ مُبارَكٍ
مِن نَسْلِ عباس بن عبد المطلب
والثالث : أثمت، حكاه ابن كامل.
وفيما أوخذتا بالتوبة منه وجهان :
أحدهما : من الإذاعة والمظاهرة.
الثاني : من سرورهما بما ذكره النبي ( ﷺ ) من التحريم، قاله ابن زيد.
) وإن تَظَاهَرا عليه ( عين تعاونا على معصية رسول الله ( ﷺ ).
) فإن الله هو مولاه ( يعني وليه ) وجبريل ( يعني وليه أيضاً.