صفحة رقم ٧٨
الرابع : لأنها حسمتهم ولم تبق منهم أحداً، قاله ابن زيد، وفي ذلك يقول الشاعر :
ومن مؤمن قوم هود
فأرسل ريحاً دَبوراً عقيماً
٨٩ ( توالتْ عليهم فكانت حُسوماً ) ٨٩
) فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجازُ نخلٍ خاويةٍ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : البالية، قاله أبو الطفيل.
الثاني : الخالية الأجواف، قاله ابن كامل.
الثالث : ساقطة الأبدان، خاوية الأصول، قاله السدي.
وفي تشبيههم بالنخل الخاوية ثلاثة أوجه :
أحدها : أن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أن الريح كانت تدخل في أجوافهم من الخيشوم، وتخرج من أدبارهم، فصاروا كالنخل الخاوية، حكاه ابن شجرة.
الثالث : لأن الريح قطعت رؤوسهم عن أجسادهم، فصاروا بقطعها كالنخل الخاوية.
) وجاءَ فرعونُ ومَن قَبْلَهُ ( فيه وجهان :
أحدهما : ومن معه من قومه وهو تأويل من قرأ ( ومن قِبلَهُ ) بكسر القاف وفتح الباء.
والثاني : ومن تقدمه، وهو تأويل من قرأ ( ومن قَبْلَهُ ) بفتح القاف وتسكين الباء.
) والمؤتفِكاتُ بالخاطئة ( في المؤتفكات قولان :
أحدهما : أنها المقلوبات بالخسف.
الثاني : أنها الأفكات وهي الاسم من الآفكة، أي الكاذبة.
والخاطئة : هي ذات الذنوب والخطايا، وفيهم قولان :
أحدهما : أنهم قوم لوط.
الثاني : قارون وقومه، لأن اللَّه خسف بهم.


الصفحة التالية
Icon