صفحة رقم ٨٣
حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " ( ) فأمّا مَنْ أُوتي كتابَه بيمينه ( لأن إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة.
) فيقول هاؤم اقْرَؤوا كِتابيهْ ( ثقة بسلامته وسروراً بنجاته، لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرج، والشمال من دلائل الغم، قال الشاعر :
أبيني أفي يُمْنَى يديكِ جَعَلْتِني
فأفرح أم صيرتني من شِمالِك
وفي قوله ( هاؤمُ ) ثلاثة أوجه :
أحدها : بمعنى هاكم اقرؤوا كتابيه فأبدلت الهمزة من الكاف، قاله ابن قتيبة.
الثاني : أنه بمعنى هلموا اقرؤوا كتابيه، قال الكسائي : العرب تقول للواحد هاءَ وللاثنين هاؤما وللثلاثة هاؤم.
الثالث : أنها كلمة وضعت لإجابة الداعي عند النشاط والفرح روي أن أعرابياً نادى رسول الله ( ﷺ ) بصوت عالٍ فأجابه هاؤم بطول صوته.
والهاء من ( كتابيه ) ونظائرها موضوعة للمبالغة، وذكر الضحاك أنها نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد.
) إني ظننتُ أني مُلاقٍ حِسابِيَهْ ( فيه وجهان :
أحدهما : أي علمت، قال الضحاك : كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك، وقال مجاهد : ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك.
الثاني : ما قاله الحسن في هذه الآية، أن المؤمن أحْسن بربه الظن، فأحسن العمل، وأن المنافق أساء بربه الظن فأساء العمل.
وفي الحساب ها هنا وجهان :
أحدهما : في البعث.
الثاني : في الجزاء.
) فهو في عِيشَةٍ راضيةٍ ( بمعنى مَرْضيّة، قال أبو هريرة وأبو سعيد الخدري