صفحة رقم ٨٧
الخامس : معناه لأخذنا بيمينه إذلالاً له واستخفافاً به، كما يقال لما يراد به الهوان، خذوا بيده، حكاه أبو جعفر الطبري.
) ثم لَقَطَعْنا مِنه الوَتينَ ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه نياط القلب ويسمى حبل القلب، وهو الذي القلب معلق به، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه القلب ومراقّه وما يليه، قاله محمد بن كعب.
الثالث : أنه الحبل الذي في الظهر، قاله مجاهد.
الرابع : أنه عرق بين العلباء والحلقوم، قاله الكلبي.
وفي الإشارة إلى قطع ذلك وجهان :
أحدهما : إرادة لقتله وتلفه، كما قال الشاعر :
إذا بَلَّغْتِني وَحَمَلْتِ رحْلي
عرابة فاشربي بدَمِ الوَتينِ
الثاني : ما قاله عكرمة أن الوَتين إذا قطع لا إن جاع عَرَق، ولا إن شبع عَرَقَ.
) وإنه لتَذْكرةٌ للمُتّقِينَ ( يعني القرآن، وفي التذكرة أربعة أوجه :
أحدها : رحمة.
الثاني : ثَبات.
الثالث : موعظة.
الرابع : نجاة.
) وإنّا لَنَعْلَمُ أنَّ منكم مُكذِّبينَ ( قال الربيع : يعني بالقرآن.
) وإنّه ( يعني القرآن.
) لَحسْرةٌ على الكافرين ( يعني ندامة يوم القيامة.
ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يزيد حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحدّيهم أن يأتوا بمثله.


الصفحة التالية
Icon