قال الحرالي : رزق البدن الأقرب إليه المحوط فيه ﴿ونحن﴾ أي والحال إنا نحن، وهذا الضمير كما قال الحرالي : اسم القائل المستتبع لمن هو في طوع أمره لا يخالفه ﴿نسبح﴾ أي نوقع التسبيح أي التنزيه لك والإبعاد عما لا يليق بك ملتبسين في
٨٧
التسبيح ﴿بحمدك﴾ والحاصل إنا نبرئك عن صفات النقص حال إثباتنا لك صفات الكمال، وحذف المفعول للتعميم ؛ وقال الحرالي : التسبيح تنزيه الحق تعالى عن بادية نقص في خلق أو رتبة، وحمد الله استواء أمره علواً وسفلاً ومحو الذم عنه والنقص منه، وذلك تسبيح أيضاً في علو أمر الله، فما سبح بالحمد إلا أهل الحمد من آدم ومحمد ﷺ، فغاية المسبح الحمد، والحمد تسبيح لمن غايته وراء ذلك الاستواء - انتهى.
﴿ونقدس﴾ أي نطهر كل شيء نقدر عليه من نفوسنا وغيرها، ﴿لك﴾ أي لا لغيرك لعصمتنا بك، أو المعنى نوقع التقديس أي التطهير لك بمعنى أنك في الغاية من الطهارة والعلو في كل صفة.
قال الحرالي : القدس طهارة دائمة لا يلحقها نجس ظاهر ولا رجس باطن، واللام تعلة للشيء لأجله كان ما أضيف به - انتهى.
ولما تضمن تفرسهم هذا نسبتهم أنفسهم إلى العلم المثمر للإحسان، ونسبة الخليفة إلى الجهل المنتج للإساءة أعلمنا سبحانه لنشكره أنه حاجَّ ملائكته عنا، فبين لهم أن الأمر على خلاف ما ظنوا بقوله استئنافاً :﴿قال إني أعلم﴾ أي من ذلك وغيره ﴿ما لا تعلمون﴾.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٤
وقال الحرالي : وأعلم تعالى بما أجرى عليه خلقه من القضاء بما ظهر والحكم على الآتي بما مضى حيث أنبأ عن ملائكته بأنهم قضوا على الخليفة في الأرض بحال من تقدمهم في الأرض من الجبلة الأولين من الجن الذين أبقى منهم عزازيل وغيرهم ليتحقق أن أمر الله جديد وأنه كل يوم هو في شأن لا يقضي على آتي وقت بحكم ما فيه ولا بما مضى قبله - انتهى.


الصفحة التالية
Icon