ولما طلب اشرف طريق سأل أحسن رفيق فقال ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ ولما كانت النعمة قد تخص الدنيوية عينها واستعلذ من أولئك الذين شاهدهم في التيه سائرين وعن قصد عائرين جائرين أو حائرين فقال :﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ وقد أشير في أم الكتاب.
كما قال العلامة سعد الدين مسعود ابن عمرو التفتازاني الشافعي.
إلى جميع النعم فغنها ترجع إلى إيجاد وإبقاء ثانياًفي دار الفناء والبقاء، أماالإيجاد الأول فبقوله ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ فإن الإخراج من العدم إلى الوجود أعظم تربية، وأما الإبقاء الأول فبقوله :﴿الرحمن الرحيم﴾ أى االمنعم بجلائل النعم ودقائقها التى بها البقاء، وأما الإيجاد الثاني فبقوله :﴿مالك يوم الدين﴾ وهو ظاهر، واما البقاء الثاني فبقوله :﴿إياك نعبد﴾ إلى آخرها، فإن منافع ذلك تعود إلى الآخرة.
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٤