آخر أية أنزلت ﴿واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله﴾ [البقرة : ٢٨١ ] قال صالى الله عليه وسلم في مضمون قوله تعالى ﴿إن علينا جمعه وقرآنه﴾ [القيامة : ١٧] " وجعلوها بين آية الدين والآية قبلها " لأنه ربما تقدم كيان الآية وتأخر في الظم قرآنها على ما تقدم عليها، آية ﴿يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك﴾ [الأحزاب : ٥٠ ] الآية متأخرة الكيان متقدمة القرآن على آية ﴿لا يحل لك النساء من بعد﴾ فقد يتطابق قرآن الأمر وتطور الخلق وقد لا يتابق والله يتولى إقامتها ؛ وأما الجمع ففي قلبه نسبة جوامعه السبع في أم القرآن إلى القرآن بمنزلة نسبة جمعه في قلبه لمحاً واحداً إلى أم القرآن ﴿وما أمرنا إل واحدة كلمح بالبصر﴾ [القمر : ٥٠] فهو جمع في قلبه، وقرآن على لسانه، وبيان في أخلاقه وأفعاله، وجملة في صدره، وتنزيل في تلاوته، ﴿وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة﴾ [القرقان : ٣٢] قال الله تعالى : كذلك أي كذلك أنزلناه، إلا ما هو منك بمنزلة سماء الدنيا من الكون ﴿إنا أنزلناه في ليلة مباركة﴾ [الدخان : ٣] أي إلى سماء الدنيا ﴿ونزلناه تنزيلاً﴾ [الإسراء : ١٠٦] وعلى لسانه في أمد أيام النبوة، وقال في تفسيره : القرآن باطن وظاهره محمد ﷺ، قالت عائشة رضى الله عنها : كان خلقه القرآن، فمحمد ﷺ صورة باطن سورة القرآن، فالقرآن باطنه وهوظاهره ﴿نزل به الروح المين على قلبك﴾ [الشعراء : ١٩٤] وقال في تفسير الفاتحة : وكانت سورة الفاتحة أماًللقرآن، لأن القرآن جميعه مفصل من مجملها، فالآيات الثلاث الول قال شاملة لكل معنى تضمنته الأسماء الحسنى والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك فهو مفصل من جوامعها، والآيات الثلاث الخر من قوله :﴿اهدنا﴾ شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الوصول إلى الله والتحيز إلى رحمة الله والنقطاع دون ذلك، فكل ما في القرآن منه فمن تفصيل جوامع هذه،
٢٢


الصفحة التالية
Icon