وفي تعقيب ذكر المؤمنين بذكر المختوم على مداركهم المختوم بمهالكهم تعظيم للنعمة على من استجاب له.
إذ قال " اهدنا " فهداه، وإعلام بأن الهدى ليس إلا بيده ليلحَلوفي الطلب ويبرؤوا حول أو قوة.
ولما افتتح سبحانه بالذين واطأت قلوبهم ألسنتهم في الإيمان وثنى بالمجاهرين من الكافرين الذين طابق غعلامهم إسرارهم في الكفران اتبعه ذكر المساترين الذين خالفت السنتهم قلوبهم في الغدغان وهم المنافقون، وأمرهم أشد لإشكال أحوالهم والتباس أقوالهم وافعالهم، فأضر الأعداء من يريك الصداقة فيأخذك من المأمن ؛ وما ينسب إلى الإمام أبي سليمان الخطابي في المعنى :
تحّرّز من الجهال جهدك أنهم وإن أظهروا فيك المودة أعداء وإن كان فيهم من يسرك فعله فكل لذيذ الطعم أوجله داء
لا جرم ثنى سبحانه بإظهار أسرارهم وهتك أستارهم في سياق شامل لقسميهم، فقبحأمورهم ووهَى مقاصدهم وضرب لهم الأمثال بعض البسط المقال فقال تعالى :﴿ومن الناس من يقول﴾ أي لما أرسلنا رسولنا انقسم الناس إلى قسمين : مؤمن وكافر وانقسم الكافر قسمين : فمنهم من جاهر وقال : لا نؤمن أبداً، ومنهم من يقول، ولعله أظهر ولم يضمر لا نفرادهم عن المجاهرين ببعض الأحكام، أو لأنه سبحانه لما.
٣٩


الصفحة التالية
Icon