وكان ممن تعوذ بالإسلام وأظهره وهومنافق من أحبار يهود من نبي قينقاع سعد ابن حنيف وزيد بن اللّصيت وهوالذي قال في عزوة تبوك : يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهولا يدري أين ناقته!فأعلمه الله بقوله وبمكان الناقة، ونعيمان بن أوفى بن عمرو وعثمان بن اوفى ورافع بن حريملة وهوالذي قال له رسول اله ﷺ حين مات "قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين"، وسلسلة بن برهام وكنانه بن صوريا.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٣
فكان هؤلاء من المافقين ومن نحا نحوهم يحضرونالمسجد فيسمعون أحاديث المسلمين ويسخرون منهم ويستهزؤن بدينهم.
انتهى.
وفيه اختصار فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات وابتدائت قصتهم بالتنبيه على قلة عقولهم وخفة حلومهم من حيث أن محط حالهم أنهم يخادعون من لا يجوز عليه الخداع وان الذي حملهم على ذلك أنهم ليس لهم نوع شعور ولا شيء من إدراك بقوله تعالى جواباًلسؤال من كأنه قال : فما قصدهم بإظهار الإيمان والإخبار عن أنفسهم بغير ما هي متصفة به مع معرفتهم بقبح الكذب وشناعته وفظاعته وبشاعته ؟ ﴿يُخادعونا الله﴾ أي يبالغون في معاملته هذه المعاملة بإبطان غير ما يظهرون مع ما له من الإحاطة بكل شيء، والخداع أصله الإخفاء والمفاعلة في أصلها للمبالغة لن الفعل متى غولب فيه فاعله جاء أبلغ وأحكم منه إذا زاوله وحده ﴿والذين آمنوا﴾ أي يعاملونهم تلك المعاملة، وأمر تعالى بإجراء أحكام الإسلام عليهم في الدنيا صورته صورة الخدع وكذا امتثال المؤمنين أمره تعالى فيهم.
قال الحرالي : جاء بصيغة المفاعلة لمكان إحاطة علم الله بخداعهم ولم يقرأغيره ولا ينبغي، والخداع إظهار خير يتوسل به إلى إبطان شر يؤول إليه أمر ذلك الخير المظهر.
انتهى.
﴿وما يخدعون﴾ أي بما يغرون به المؤمنين ﴿إلا أنفسهم﴾ يعني أن عقولهم لخباثتها تسمى نفوساً، والنفس قال الحرالي ما به ينفس المرء إلى غيره استبداد منه
٤٣


الصفحة التالية
Icon