مع أنها تفيد صجحة التوبة لمن تاب دون الاسمية ﴿ويمدهم﴾ من المد بما يلبس عليهم.
وقال الحرالي : من المدد وهو مزيد
٤٦
متصل في الشيء من جنسه، ﴿في طغيانهم﴾ أي تجاوزهم الحد في الفساد.
وقال الحرالي : إفراط اعتدائهم حدود الأشياء وقاديرها ـ انتهى.
وهذا المد بالإملاء لهم حال كونهم ﴿يعمهون﴾ أي يخبطون خبط الذي لا بصيرة له أصلاً.
قال الحرالي : من العمه عن طغيانه، فلا يتعدون حداًإلا عمهوا فلم يرجعوا عنه فهم أبداًمتزايدو الطغيان انتهى.
فلما تقرر ذلك كله كانت فذلكته من غير توقف ﴿أولئك﴾ أي الشديدو البعد من الصواب ﴿الذين اشتروا﴾ أي لجوا في هواهم فكلفوا أنفسهم ضد ما فطرها الله عليه مع ما نصب من الأدلة ختى اخذوا ﴿الضلالة﴾ أي التي هي أقبح الأشياء ﴿بالهدى﴾ الذي هو حيز الأشياء ومدار كل ذي شعور عليه، وسيأتي في سورة يوسف عليه السلام بيان أن مادة شرى بتركيبها الاثنى عشر تدور على اللحاجة ﴿فما﴾ أي فتسبب عن فعلهم هذا أنه ما ﴿ربحت تجارتهم﴾ مع ادعئهم أنهم أبصر الناس بها ﴿وما كانوا﴾ في نفس جبلاتهم ﴿مهتدين﴾ لأنهم مع أنهم لم يربحوا أضاعوا رأس المال، لأنه لم يبق في أيدهم غير الضلال الذي صاحبة في دون رتبة البهائم مع زعمائم أنه لا ميل لهم في الهداية.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٣
٤٧
فلما علم ذلك كله وكانت الأمثال ألصق بالبال وأكشف للأحوال مثل حالهم في هداهم الذي باعوه با لضلاة بالأمور المحسوسة، ÷لأن للتمثيل بها شأناًعظيماًفي إيصال المعاني حتى إلى الأذهان الجامدة وتقريرها فيها بقوله تعالى ﴿مثلهم﴾ أى في حالهم هذه التي طلبوا أن يعيشوا بها ﴿كمثل الذي استوقد ناراً﴾ أي طلب أن توقد له وهي هداه ليسير في نولرها، وأصلها من نار إذا نفر لتحركها واضطرابها، فوقدت وأنارت.


الصفحة التالية
Icon