وقال الحرالي : لما كانت الدعوة تحوج مع المتوقف فيها والآبي لها إلى تقريب للفهم بضرب الأمثال وكانت هذه الدعوة جامعة الدعوات وصل بها هذه الآية الجامعة لإقامة الحجة في ضرب الأمثال وأن ذلك من الحق سبحانه ﴿والله لا يستحيي من الحق﴾ [الأحزاب : ٥٣] وليختم ذكر ما تضمنه صدر السورة من الحروف التي أنزل عليها القرآن بسابعها الذي هو حرف المثل، وبين تعالى أن مقدار الحكمة الشاهد للممثل في ابعوضة وفيما هو أظهر للحس وآخذ في العلم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٤
وإنما يجب الالتفات للقدر لا للمقدار ولوقع المثل على ممثله قل أو جل دنا أو علا فتنزه تعالى عما يجده الخلق عندما ينشأ من بواطنهم وهمهم أن يظهروا أمراً فيتوهمون فيه نقصاً فيرجعهم ذلك عن إظهاره قولاً أو فعلاً - انتهى.
فقال تعالى :﴿إن الله﴾ أي المحيط بكل شيء جلالاً وعظمة وكمالا ﴿لا يستحيي﴾ أي لا يفعل ما يفعله المستحي من ترك ما يستحي منه.
والحياء قال الحرالي انقباض النفس عن عادة انبساطها في ظاهر البدن لمواجهة ما
٧٥