ولما كان كأنه قيل : بصرنا إبراهيم عليه السلام هذا التبصير في هذا الأمر الجريء من بطلان الأصنام، قال عاطفاً عليه :﴿وكذلك﴾ أي ومثل هذا التبصير العظيم الشأن، وحكى الحال الماضية بقوله :﴿نري﴾ أي بالبصر والبصيرة على مر الزمان وكر الشهور والأعوام إلى ما لا آخر له بنفسه والصلحاء من او لاده ﴿إبراهيم ملكوت﴾ أي باكن ملك التوحيد فيعلم أن كل من عبد غير الله صنم وغيره من قومه وغيرهم في ضلال، كما علم دلك في قومه في الأصنام ﴿وليكون من الموقنين *﴾ أي الراسخين في وصف الإيقان في أمر التوحيد كله بالنسبة إلى جميع الجزئيات لما أريناه ببصره وبصيرته، فتأمل فيه حتى وقع فيه بعد علم اليقين على عين اليقين بل حق اليقين.
ولما كانت الأمور السماوية مشاهدة لجميع الخلق : دانيهم وقاصيهم، وهي أشرف
٦٥٨


الصفحة التالية
Icon