وأنت تدعوهم إلى أن يكونوا سعداء بما اشتملت عليه من الهدى وهم عنه معرضون، ولعل الإشارة على هذا الوجه لتحقيرهم ﴿ فقد وكلنا ﴾ أي لما لنا من العظمة في الماضي والحال والاستقبال ﴿ بها قوماً ﴾ أي ذوي قوة على القيام بالأمور بالإيمان بها والحفظ لحقوقها ﴿ ليسوا ﴾ وقدم الجار اهتماماً فقال :﴿ بها بكافرين * ﴾ أي بساترين الشيء مما ظهر من شموس أدلتها، وهم الأنبياء ومن تبعهم، وقد صدق الله - ومن أصدق من الله حديثاً! فقد جاء في هذه الأمة من العلماء الأخيار والراسخين الأحبار من لا يحصيهم إلا الله.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٦٤
ولما كان المراد بسوقهم هكذا - والله أعلم - أن كلاًّ منهم بادر بعد الهداية إلى الدعاء إلى الله والغيرة على جلاله من الإشراك، لم يُشْغِل أحداً منهم عن ذلك سراء ولا
٦٧٠


الصفحة التالية
Icon