الواحدي : يقال قدر الشيء - إذا سبره وحزره وأراد أن يعلم مقداره - يقدره - بالضم - قدراً، ومنه قوله ﷺ :
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٦٤
فإن غم عليكم فاقدروا له "، أي فاطلبوا أن تعرفوه - هذا أصله في اللغة، ثم قيل لمن عرف شيئاً : هو يقدر قدره، وإذا لم يعرفه بصفاته : إنه لا يقدر قدره ﴿ إذ ﴾ أي حين ﴿ قالوا ﴾ أي اليهود، والآية مدنية وقريش في قبولهم لقولهم، ويمكن أن تكون مكية، ويكون قولهم هذا حين أرسلت إليهم قريش تسألهم عنه ﷺ في أمر رسالته واحتجاجه عليهم بإرسال موسى عليه السلام وإنزال التوراة عليه ﴿ ما أنزل الله ﴾ أي ناسين ما له من صفات الكمال ﴿ على بشر من شيء ﴾ لأن من نسب مَلِكاً تام الملك إلى أنه لم يُثبِت أوامره في رعيته بما يرضيه ليفعلوه وما يسخطه ليجتنبوه، فقد نسبه إلى نقص عظيم، فكيف إذا كانت تلك النسبة كذباً! وهذا وإن كان ما قاله إلا بعض العالمين بل بعض أهل الكتاب
٦٧١


الصفحة التالية
Icon