تبديل الدين - هذا على قراءة الجماعة بالفوقانية، وعلى قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالغيبة هو التفات مؤذن بشدة الغضب مشير إلى أن ما قالوه حقيق بأن يستحيى من ذكره فكيف بفعله! ثم التفت إليهم للزيادة في تبكيتهم إعلاماً بأنهم متساوون لبقية الإنسان في أصل الفطرة، بل العرب أزكى منهم وأصح أفهاماً، فلولا ما أتاهم به موسى عليه السلام ما فاقوهم بفهم، ولا زادوا عليهم في علم، فقال :﴿ وعلمتم ﴾ أي أيها اليهود بالكتاب الذي أنزل على موسى ﴿ ما لم تعلموا أنتم ﴾ أي أيها اليهود من أهل هذا الزمان ﴿ ولا آباؤكم ﴾ أي الأقدمون الذين كانوا أعلم منكم.
٦٧٢
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٦٤
ولما كانوا قد وصلوا في هذه المقالة إلى حد من الجهل عظيم، قال مشيراً إلى عنادهم :﴿ قل ﴾ أي أنت في الجواب عن هذا السؤال غير منتظر لجوابهم فإنهم أجلف الناس وأعتاهم ﴿ الله ﴾ أي الذي أنزل ذلك الكتاب ﴿ ثم ﴾ بعد أن تقول ذلك لا تسمع لهم شيئاً بل ﴿ ذرهم في خوضهم ﴾ أي قولهم وفعلهم المثبتين على الجهل المبنيين على أنهم في ظلام الضلال كالخائض في الماء يعملون ما لا يعلمون ﴿ يلعبون * ﴾ أي يفعلون فعل اللاعب، وهو ما لا يجر لهم نفعاً ولا يدفع عنهم ضراً مع تضييع الزمان.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٦٤


الصفحة التالية
Icon