وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :"لا تسألوا عن النجوم، ولا تفسروا القرآن برايكم، ولا تسبوا أصحابي، فإن ذلك الإيمان المحض" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ نهى عن النظر في النجوم - رواه من طرق كثيرة ؛ وعن عائشة رضي الله عنها مثله سواء، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :"إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا" - رواه من طرق وأسند عن قتادة قوله تعالى ﴿وأنهاراً وسبلاً﴾ [النحل : ١٥] قال : طرقاً ﴿وعلامات﴾ [النحل : ١٦] قال : هي النجوم، قال : إن الله عز وجل إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال : جعلها زينة للسماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجوماً للشياطين، فمن تعاطى فيها شيئاً غير ذلك فقد أخطأ حظه وقال رأيه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به - في كلام طويل حسن، وهذا الأثر الذي عن قتادة أخرجه عنه البخاري في
٦٨١
صحيحه، وقال صاحب كنز اليواقيت في استيعاب المواقيت في مقدمة الكتاب : واعلم أن العلم منه محمود، ومنه مذموم لا يذم لعينه، إنما يذم في حق العباد لأسباب ثلاثةك أولها أن يكون مؤدياً إلى ضرر كعلم السحر والطلسمات وهو حق إذ شهد القرآن به وأنه سبب للتفرقة بين الزوجين، وسحر النبي ﷺ ومرض بسببه، حتى أخبره جبرئيل عليه السلام وأخرج السحر من تحت حجر في قعر بئر - كما ورد في الحديث الصحيح ؛ ومعرفة ذلك من حيث إنه معرفة ليس مذموماً، أو من حيث إنه لا يصلح إلا لإضرار بالخلق يكون مذموماً.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٨٠


الصفحة التالية
Icon