في هذا العصر ﴿عليك﴾ أي خاصة بما اقتضاه تقديم الجار من الحصر، وكأن موجب ذلك ادعاء بعضهم أنه يوحى إليه وأنه يقدر على الإيتان بمثل الوحي ﴿الكتاب﴾ أي القرآن الجامع للهدى بحسب الوقائع، لم يغفل عن واحد منها ولا قدم جوابها ولا أخره عن محل الحاجة، لأنه قيوم لا يشغله شأن عن شأن.
قال الحرالي : وهذا الكتاب هو الكتاب المحيط الجالمع الأول الذي لا ينزل إلا على الخاتم الآخر المعقب لما أقام به حكمته من أن صور الأواخر مقامة بحقائق الأوائل، فأول الأنوار الذي هو نور محمد هو قثم خاتم الصور التي هي صورة محمد ـ انتهى.
تنزيلاً ملتيسا ﴿بالحق﴾ أي الأمر الثابت، فهو ثابت في نفسه، وكل ما ينشأ عنه من قول وفعل كذلك.
قال الحرالي : وكما أن هذا الكتاب هو الكتاب الجامع الأول المحيط بكل كتاب كذلك هو الحق المنزل به هذا الكتاب هو الحق الجامع المحيط الذي كل حق منه، وهو الحق الذي أقام به حكمته فيما رفع ووضع ـ انتهى.
حال كونه ﴿مصدقاً﴾ ولما كان العامل مرفوعاً لأنه أمر فاعل قواه في اللام فقال :﴿لما بين يديه﴾ أي من الكتب السماوية التي أتت بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم عن الحضرة الإلهية.
قال الحرالي : لما كان هذا الكتاب أولاً وجامعاً ومحيطاً كان كل كتاب بين يديه ولم يكن من ورائه كتاب ـ انتهى.