ولما انقضت هذه المحاورة وما أنتجته من بغيض الموالاة والمجاورة وكان حاصلها أنها موالاة من ضرت موالاته، أتبعها سبحانه بمحاورة أخرى حاصلها معاداة من ضرت معاداته، فقال مبدلاً من الأولى إتماماً للتقريع والتوبيخ والتشنيع :﴿يا معشر الجن﴾ قدمهم لأن السياق لبيان غلبتهم ﴿والإنس﴾ وبكتهم بقوله محذراً للسامعين الآن ومستعطفاً لهم إلى التوبة :﴿ألم يأتكم رسل﴾ ولما صار القبيلان بتوجيه الخطاب نحوهم دفعة كالشيء الواحد قال :﴿منكم﴾ وإن كان الرسل من الإنس خاصة.


الصفحة التالية
Icon