وقتل الأولاد وتسييب الأنعام وغير ذلك، فقال عاطفاً على ﴿وجعلوا لله شركاء الجن﴾ [الأنعام : ١٠٠] :﴿وجعلوا﴾ أي المشركون العادلون بربهم الأوثان ﴿لله﴾ أي الملك الأعلى الذي لا كفوء له ﴿مما ذرأ﴾ أي خلق وأنشأ وبث ولم يشركه في خلقه أحد ﴿من الحرث والأنعام نصيباً﴾ أي وجعلوا لشركائهم نصيباً ؛ ولما كان الجعل لا يعرف إلا بالقول، سبب عنه قوله :﴿فقالوا﴾ أي بألسنتهم بعد أن قالوا بأفئدتهم ﴿هذا لله﴾ أي الملك الأعلى ﴿بزعمهم﴾ أي ادعائهم الباطل وتصرفهم بكذب ادعائهم التخصيص بالله، ولذا أسقط الزعم من قوله :﴿وهذا لشركائنا﴾ أي وليس لهم سند في هذه القسمة إلا أهوائهم.
ولما كان هذا سفهاً بتسويتهم من لا يملك شيئاً بمن يملك كل شيء، بين من فعلهم ما هو أشد سفهاً منه بشرح ما لوح إليه العبير بالزعم فقال مسبباً عن ذلك ومفرعاً :﴿فما كان لشركائهم﴾ أي بزعمهم أنهم شركاء ﴿فلا يصل إلى الله﴾ أي الذي هو المالك مع اتصافه بصفات الجلال والجمال ﴿وما كان لله﴾ أي على ما له من الكبر والعظمة والجلال والعزة ﴿فهو يصل إلى شركائهم﴾ فإذا هلك ما سموا لشركائهم أو أجدب وكثر ما لله قالوا : ليس لآلهتنا بد من نفقة، فأخذوا ما لله فأنفقوه على آلهتهم، وإذا أجدب الذي لله وكثر ما لآلهتهم قالوا : لو شاء الله لأزكى الذل له، فلا يردون عليه شيئاً مما للآلهة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٧٢٠


الصفحة التالية
Icon