ولما كان النساء كالتيامى في الضعف قال مسبباً عن الإذن في النكاح :﴿فإن خفتم ألا تعدلوا﴾ أي في الجمع ﴿فواحدة﴾ أي فانكحوها، لأن الاقتصار عليها أقرب إلى المؤدي إلى العدل دائراً على اطراح النفس، وكان الإماء - لكسرهن بالغربة وعدم الأهل - أقرب إلى حسن العشرة سوّى بين العدد منهم إلى غير نهاية وبين الواحدة من الحرائر فقيل :﴿أو ما﴾ أي انكحوا ما ﴿ملكت أيمانكم﴾ فإنه لا قسم بينهن، وذكر ملك اليمين يدل أيضاً على أن الخطاب من أوله خاص بالأحرار ﴿ذلك﴾ أي نكاح غير التيامى والتقلل من الحرائر والاقتصار على الإماء ﴿أدنى﴾ أي أقرب إلى ﴿ألا تعولوا﴾ أي تميلوا بالجور عن منهاج القسط وهو الوزن المستقيم، أو تكثر عيالكم، أما عند الواحدة فواضح، وأما عند الإماء فالبعزل، وعدم احتياج الرجل معهن لخادم له أو لهن، والبيع لمن أراد منهن، وأمرهن بالاكتساب، أو تحتاجوا فتظلموا بعض النساء، أو تأكلوا أموال التيامى ؛ وكل معنى من هذه راجع إلى لازم لمعن المادة الذي مدارها عليه، لأن مادة " علا " - واوية بجميع تقاليبها الست : علو، عول، لوع، لعو، وعل، ولع ؛ ويائية بتركيبها : ليع، عيل تدور على الارتفاع، ويلزمه الزيادة والميل، فمن الارتفاع : العلو والوعل والولع، ومن الميل والزيادة : العول، وبقية المادة يائيةً ووايةً إما للإزالة، وإما لأحد هذه المعاني - على ما يأتي بيانه ؛ فعلا يعلو : ارتفع، والعالية : الفتاة القويمة - لأ، ها تكون أرفع مما ساواها وهو معوج، والعالية من محال الححاز - لإشرافها على ما حولها، وكذا العوالي - لقرى بظاهر المدينة الشريفة - لأنها في المكان العالي الذي يجري ماؤه إلى غيره، والمعلاة : كسب الشرف، ومقبرة مكة بالحجون - لأنها في أعلى مكة وماؤها يصوب إلى ما دوهه، وفلان من علية الناس، أي أشرافهم، والعلية بالتشديد : الغرفة، وعلى حرف الاستعلاء، وتعلت المرأة من نفاسها، أي طهرت وشفيت - لأنها كانت في سفول من الحال، والعلاوة :