إلا عال في نفسه مع أنه كله من الميل، وعال في الأرض : ذهب أي علا عليها مشياً، والذكر من الضباع عيلان، والعيل محركة : عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده وليس من شأنه - كأنه لم يهتد لمن يريده فعرضه على من لا يريده، فهو يرجع إلى الحاجة المزيلة للعلو ؛ وليعة الجوع - بالفتح : حرقته - كما تقدم في اللوعة، ولعت - بالكسر : ضجرت، كأنه من الإزالة، أو أن العلو للأمر المتضجر منه، والملياع - علاها، والملياع : التي تقدم الإبل سابقة ثم ترجع إليها، وريح لياع - بالكسر : شديدة، وقد وضح بذلك صحة ما فسر به إمامنا الشافعي صريحاً ومطابقة - كما تقدم، وشهد له
٢١٢
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠٨
العول في الحساب والسهام، وهو كثرتها، وظهر تحامل من رد ذلك وقال : إنه لا يقال في كثرة العيال إلا : عال يعيل، وكم من عائب قولا صحيحً! وكيف لا وهو من الأئمة المحتج بأقوالهم في اللغة، وقد وافقه غيره وشهد لقوله الحديث الصحيح ؛ قال الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي في كتابه البيان :﴿ألا تعولوا﴾ قال الشافعي : معناه أن لا تكثر عيالكم ومن تمونونه، وقيل : إن أكثر السلف قالوا : المعنى أن لا تجوروا، يقال : عال يعول - إذا جار وأعال يعيل - إذا كثر عياله ؛ إلا زيد بن أسلم فإنه قال : معناه أن لا تكثر عيالكم، وقول النبي ﷺ يشهد لذلك، قال :"ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ".
انتهى.


الصفحة التالية
Icon