ولما كان سبحانه تعالى عظمته لا ينقصه شيء وإن جل قال :﴿من فضله﴾ أي من خزائنه التي لا تنفد ولا يقضها شيء، وإن جل قال :﴿من فضله﴾ أي من خزائنه التي لا تنفد ولا يقضيها شيء، وفي ذلك تنبيه على عدم التعيين، لأ، ه ربما كان سبب الفساد، بل يكون الطلب لام هو له صلاح، وأحسن الدعاء المأثور، وأحسنه ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾ [البقرة : ٢٠١] ثم علل ذلك بقوله :﴿إن الله﴾ أي الملك الأعظم الذي بيده مقاليد كل شيء ﴿كان بكل شيء عليماً *﴾ أي فكان علىكل شيء قديراً، فإن كمال العلم يستلزم شمول القدرة - كما سيبين إن شاء الله تعالى في سورة طه، والمعنى أنه قد فعل بعلمه ما يصلحكم فاسألوه بعلمه وقدرته ما ينفعكم، فإنه يعلم ما يصلح كل عبد وما يفسده.
وعطف على ذلك ما هو من جملة لعلة فقال :﴿ولكل﴾ أي من القبيلتين صغاراً كانوا أو كباراً ﴿جعلنا﴾ بعظمتنا التي لا تضاهى ﴿موالي﴾ أي حكمنا بأنهم هم الأولياء، أي الأنصار، والأقرباء لأجل الإرث، هم الذين يلون المال ويرثونه، سواء كانوا عصبة خاصة وهم الوراث، أو عصبة عامة وهم المسلمون.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٥