أنزل ؟ قال "إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً﴾ قال " أمسك " فإذا عيناه تذرفان " ثم استأنف الجواب عن ذلك بقوله :﴿يومئذ﴾ أي تقوم الإشهاد ﴿يوم الذين كفروا﴾ أي ستروا ما تهدي إليبه ما أظهر من بيناته ﴿لو تسوى بهم الأرض﴾ أي تكون مستوية معتدلة بهم، ولا تكون كذلك إلا وقد غيبتهم واستوت بهم، ولم يبق فهيا شيء من عوج ولا نتوّ بسبب أحد منهم ولا شيء من أجسامهم ؛ وإنما ودوا ذلك خوفاً مما يستقبلهم من الفضيحة بعتابهم ثم الإهانة بعقابهم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨
ولما كان التقدير : فلا تسوي بهم، عطف عليه قوله :﴿ولا يكتمون الله﴾ أي الملك الأعظم ﴿حديثاً *﴾ أي شيئاً أحدثوه بل يفتضحون بسيء أخبارهم، ويحملون جميع أوزارهم، جزاء لما كانوا يكتمون من آياته وما نصب للناس من بيناته.


الصفحة التالية
Icon