ولما كان ذلك أمراً غريباً ومقدوراً عجيباً، وكان التقدير : فقد كان أمر الله فيهم بذلك - كما علمتم - نافذاً ؛ أتبعه الإعلام بأن قدرته شاملة، وأن وجوه مقدوراته لا تنحصرن فقال عاطفاً على ما قدرته :﴿وكان أمر الله﴾ أي حكمه وقضاؤه ومراده في كل شيء شاء منهم ومن غيره بذلك وبغيره، لأن له العظمة التي لا حد لها والكبرياء التي تعيي الأوصاف دونها ﴿مفعولاً *﴾ أي كائناً حتماً، لا تخلف له أصلاً، فلا بد من وقوع أحد الأمرين إن لم يؤمنوا، وقد آمن بعضهم فلم يصح أنهم لم يؤمنوا، لأنه قد وقع منهم إيمان.


الصفحة التالية
Icon