ولما أخبرهم بأمره زادهم رغبة بقوله :﴿إن الله﴾ معبراً أيضاً بالاسم الأعظم ﴿نعمَّا﴾ أي نعم شيئاً عظيماً ﴿يعظكم به﴾ وحثهم على المبادرة إلى حسن الامتثال بقوله :﴿إن الله﴾ مكرراً لهذا الاسم الشريف ليجتهدوا في الترقي في طهارة الأخلاق إلى حد لم يبلغه غيرهم.
ولما كان الرقيب في الأمانات لا بد له من أن يكون له من يد سمع وعلم قال :﴿كان﴾ أي ولم يزل ولا يزال ﴿سميعاً﴾ أي بالغ السمع لكل ما يقولونه جواباً لأمره وغيره ذلك ﴿بصيراً *﴾ أي بالغ البصر والعلم بكل ما يفعلونه في ذلك وغيره من امتثال وغيره.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٦٩
ولما أمر سبحانه بالعدل ورغب فيه، ورهب من تركه ؛ أمر بطاعة المنتصبين لذلك الحاملة لهم على الرفق بهم والشفقة عليهم فقال :﴿ياأيها الذين آمنوا﴾ أي أقروا بالإيمان، وبدأ بما هو العمدة في الحمل على ذلك فقال :﴿أطيعوا﴾ أي بموافقة الأمر تصديقاً لدعواكم الإيمان ﴿الله﴾ أي فيما أمركم به في كتابه مستحضرين ما له من الأسماء الحسنى، وعظم رتبة نبيه ﷺ بإعادة العامل فقال :﴿وأطيعوا الرسول﴾ فيما حده لكم في سنته عن الله وبينه من كتابه لأن منصب الرسالة مقتضٍ لذلك، ولهذا عبر به دون النبي ﴿وأولي الأمر منكم﴾ أي الحكام، فإن طاعتهم فيما لم يكن معصيته - كما أشير إلى ذلك بعدم إعادة العامل - من طاعة رسول الله ﷺ، وطاعته من طاعة الله عز وجل ؛ والعلماء من أولي الأمر أيضاً، وهم العاملون فإنهم يأمرون بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
٢٧١


الصفحة التالية
Icon