خالين عن عذر لجميع البدن، لأنه أطلق ولم يخص ببعض الأعضاء كما في الوضوء.
ولما أتم أمر الطهارة عزيمة بالماء من الغسل والوضوء، وبدأ بالوضوء لعمومه، ذكر الطهارة رخصة بالتراب، فقال معبراً بأداة الشك إشارة إلى أن الرخاء أكثر من الشدة :﴿وإن كنتم مرضى﴾ أي بجراح أو غيره، فلم تجدوا ماء حساً أو معنى بعدم القدرة على استعماله وأنتم جنب ﴿أو على سفر﴾ طويل أو قصير كذلك، ولما ذكر
٤٠٣
الأكبر أتبعه الأصغر فقال ﴿أو جاء أحد منكم﴾ وهو غير جنب ﴿من الغائط﴾ أي الموضع المطمئن من الأرض وهو أي مكان التخلي، أي قضيتم حاجة الإنسان التي لا بد له منها، وينزه الكتاب عن التصريح بها لأنها من النقائص المذكِّرة له بشديد عجزه وعظيم ضرورته وفقره ليكف من إعجابه وكبره وترفعه وفجره.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٧
كما ورد أن بعض الأمراء لقي بعض البله في طريق فلم يفسح، فغضب وقال : كأنك ما تعرفني ؟ فقال بلى والله! إني لأعرفك، أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة.